بياعين كلام

alelam-aleslamy-tnoer-ll-re-al-am

مما لاشك فيه أن الإعلام بصوره المختلفة يلعب دورا كبيرا في حياتنا وفي تشكيل الرأي العام وهو أداة خطيرة إذا أحسن استخدامها تتحول إلى قوة دافعة للبناء والتطوير، ويعالج النقد الموضوعي قضايا الأمة ويساعدها على التطور والنمو، فالإعلامي الملتزم بشرف المهنة يعمل جاهدا على تصحيح الأخطاء وكشف الفساد ويظهر الحقيقة واضحة حتى لو كانت ضد هواه، وما يحدث في الإعلام العربي هذه الأيام من تخلي كثير من الإعلاميين والكتاب عن المهنية، والبحث عن مصالحهم الخاصة من خلال تأجير أقلامهم لأصحاب النفوذ والمال يساهم في الإضرار بالأمة ويعيدها إلى الوراء، والذين يتبعون أهواءهم ومصالحهم الشخصية في إعلامنا السعودي كثر، فقد ابتلينا بشخصيات تبحث عن المال والشهرة بأقصر الطرق حتى لو كان الثمن تشويه سمعة الآخرين، أو الزج بهم في السجون ظلما وبهتانا، وتلك النوعية من السهل عليها أن تبيع ضميرها لمن يدفع أكثر وتتحول إما للمديح أو السباب.من حق الإعلامي -أي إعلامي- أن يطمح للشهرة والمجد ولكن ليس على حساب الحقيقة وظلم الأبرياء وانتهاك شرف المهنة ورسالة الإعلام النبيلة، فالإعلامي الحقيقي هو صوت المجتمع والمعبر عن احتياجاته وأفكاره وما يصبو إليه، فينقل الحدث بصدق ويوصل رسالته للقارئ والمشاهد بكل أمانة وشرف فإذا ما أخل بهذه الأمانة فقد مصداقيته كإعلامي حر يحترم مهنته وأصبح مرتزقا يقتات على بيع وتأجير قلمه لأهل المال وأصحاب النفوذ. لقد ساءني كثيراً واستفز مشاعري ما قام به صحفي في صحيفة زميلة في الحادثة المعروفة إعلاميا بحادثة الخليل التي اتهم فيها عضوين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينة المنورة بمطاردة سيارة كانت تقل شابين وفتاتين والتسبب في حادث مروري أدى لوفاتهم جميعا مما تسبب في إثارة الرأي العام ضد موظفي الهيئة وسن الأقلام للهجوم عليهم ولفترة طويلة تعرض خلالها أفراد الهيئة للظلم وتشويه السمعة والزعم بأن معظم منسوبيها فاسدون وخريجو سجون، وقد شاء المولى عز وجل أن تظهر الحقيقة بعد مرور 5 سنوات على الحادثة ويحكم لصالح العضوين المظلومين وإلزام الصحيفة بكتابة اعتذار بنفس طريقة نشر الإساءة، بالإضافة إلى دفع تعويض مادي لهما، وانتظرت كغيري أن تتحرك وسائل الإعلام المختلفة لتسليط الأضواء على هذه القضية الخطيرة، وما حدث فيها من ظلم وممارسة الضغوطات على مقيم أجنبي لإجباره على شهادة الزور وطال انتظاري ومرت القضية مرور الكرام، وعندما طلبت من أحد مقدمي البرامج الشهيرة التطرق لقضية «الخليل» وتسليط الضوء على هذه النوعية من الإعلاميين والباحثين عن الشهرة عن طريق التدليس وتأليب الرأي العام وتضليله بالأكاذيب، رفض بحجة أنه غير قادر على الحديث عن زملاء المهنة! ويخشى الإضرار بعلاقاته الشخصية! وهذا الأمر أثار دهشتي فأين المهنية؟! وأين الشعارات التي يطلقها معظم الإعلاميين عن محاربة الفساد ونصرة المظلومين؟!

بقلم: نوف علي

إرسال تعليق

تعليقك محل اهتمامنا وتقديرنا..
سسسسسس
سسسسسسسس
جميع الحقوق محفوظة | فهد فواز 2023 Premium By Raushan Design