رحلة شيماء عادل من سجون السودان إلى طائرة الرئاسة

145571

بعد أن نجحت في تغطية أحداث الثورة الليبية ومنها الي سوريا حيث واجهت الموت وعبرت الحدود الي تركيا سيرا علي الأقدام هروبا من جحيم عصابات الأسد .. ثم عادت من جديد لتمارس هوايتها المفضلة في تغطية المظاهرات ولكن هذه المرة في السودان ، تم القبض عليها في أحد مقاهي الخرطوم بصحبة بعض الناشطات السياسيين ..

انها شيماء عادل الزميلة الموهوبة التي اختارت عناء المهنة وفضلت البحث عن الخبر بنفسها من قلب الحدث عن الجلوس في المكاتب المكيفة فكان جزائها الاعتقال من قبل المخابرات السودانية لها واحتجازها لمدة أسبوعين بدون أي  تهمة تذكر ، وبعد تقاعس من نقابة الصحفيين قررت والدة شيماء الدخول في اعتصام مفتوح أمام السفارة السودانية وبصحبتها مجموعة من الزملاء الشرفاء من عدد من الجرائد المختلفة وانضمت اليهم عبير سعدي وكيل نقابة الصحفيين والاعلامي حسين عبدالغني والكاتبة نجلاء بدير ، وصعدت والدة شيماء الاعتصام الي اضراب عن الطعام لتصل اليوم الي أربعة أيام متواصلة من الاضراب والتي أكدت أنها لن تفض اضرابها الا بعد أن تأخذ ابنتها في حضنها علي حد تعبيرها لأنها فرطت في حقها لمدة عشرة أيام وأن الضغط عن طريق الاضراب عن الطعام هو الطريق الوحيد للإفراج عن ابنتها التي لم تتحدث لها سوي مرتين خلال فترة اختفاءها طمأنتها فيها علي صحتها وطلبت منها انهاء اضرابها وقالت أن الخارجية المصرية لم تهتم بها ومفيش حد عبرها – حسب كلامها  ..
وهذا في الوقت الذي جاء فيه نقيب الصحفيين ممدوح الولي الي مقر الاعتصام ليلتقي السفير السوداني وبصحبته كاميرا قناة 25 يناير الاخوانية ويرافقه عدد من الصحفيين المحسوبين علي تيار الاخوان وبعد وصوله الي الاعتصام تعالت ضده الهتافات ورفضت والدة شيماء الدخول معه الي السفير السوداني واتهمته بعمل شو اعلامي وأنه لم يأتي الا من أجل أن تصوره قناة الاخوان علي حد تعبيرها وحدثت وقتها مشادات بين النقيب وعدد من الصحفيين الذين اتهموه ومجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة الوطن بالتفريط في حق زميلة اعتقلت أثناء تأدية واجبها ..
وبعد طول انتظار .. وبعد لقاء الدكتور محمد مرسي بالرئيس السوداني عمر البشير علي هامش القمة الافريقية بأديس أبابا ، أصدر البشير قرار بالإفراج الفوري عن شيماء ليتم ترحيلها من السودان الي أديس أبابا لترافق الرئيس في رحلة العودة علي متن طائرة الرئاسة الي القاهرة ..
وقد شيماء عادل أنها تشعر بسعادة غامرة لعودتها إلى القاهرة بصحبة الرئيس " محمد مرسي" على متن الطائرة الرئاسية، واصفة إياه بـ "  الأب " الذي يخاف على أبناءه، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن أصرار "مرسي" على أصطحابها معه دليل واضح على أنه رفع شعار "كرامة المواطن المصري فوق أي شيء".
وشرحت شيماء في لقاء خاص مع فضائية "الجزيرة مباشر مصر" الأحداث التي مرت بها منذ سفرها إلى السودان والقبض عليها هناك حتى عودتها إلى القاهرة، قائلة: " سافرت إلى الخرطوم يوم 23 يونيو الماضي، وعملت هناك لمدة تصل إلى الاسبوع، مستكملة: ثم تلقيت مكالمة هاتفية من زميلة سودانية أبلغتني بأن هناك فعليات ستقام في منطقة تسمى الحاج يوسف دون أي تفاصيل أخرى، مستطردة بالقول وعندما ذهبت إلى هناك وجدت بنتين وشابين فأخذنا نتحدث وأثناء ذلك قام الأمن السوداني بأقتحام المكان، فقاموا بالقبض على البنات وتركوا الرجال" ..
وتابعت حديثها بالقول أن السلطات السودانية قاموا بترحيلها ومن معها إلى مكتب المخابرات حيث بدأت عملية التحقيق معها.
وعن التهم التي وجهت إليها أشارت شيماء إلى أنها واجهت تهم العمل دون ترخيص والتجسس؛ فضلاً عن تهمة الاشتراك في قلب نظام الحكم، ولكنها نفت في ذات الوقت أن يكون تم معاملتها بشكل سيء قائلة: "على الرغم من ذلك تم التحقيق معي في جو من الأحترام"، وأضافت أنها كانت ستعود إلى القاهرة في اليوم التالي للتحقيق ولكن ذلك لم يتم بعد اكتشاف السلطات السودانية أمتلكها لكاميرا خاصة "حد قولها".
وعن سبب ذهابها للسودان قالت "كانت مهمتي الأساسية هي تغطية مظاهرة الغلاء التي قام بها الشعب السوداني، فضلاً عن العلاقات المصرية السودانية بعد تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم في مصر".
ووصفت شيماء في حديثها كيفية قضاء الوقت داخل السجون السودانية، حيث أشارت "إلى أن المسئولين عن السجون كانوا يجعلوهم يستيقظوا في وقت صلاة الفجر لتأدية الصلاة، ثم بعدها يعودون إلى النوم من جديد، وعندما يستيقظون مرة أخرى يتناولون وجبة الإفطار الممثلة في أطباق من الفول، وبعدها يوزع عليهم كتب للقرآن والسنة، مستردة: عندما يحين وقت الغذاء يوزع عليهم أطباق العدس، وبعدها يتجهون لغسيل ملابسهم، ثم النوم"  .
وعن قصة الأفراج عنها أكدت شيماء أنها أستمرت في السجون السودانية قرابة الـ 14 يوم دون تحرك أي مسئول مصري إلا في اليوم الـ 11، قائلة " في اليوم الحادي عشر جاء مسئول سوداني وأبلغني أن أمي مضربة عن الطعام وأن هناك مظاهرات أمام مقر السفارة السودانية في القاهرة من أجلي"، وأكملت حديثها " بعدها جعلوني أكلمها في ذلك اليوم واليوم الذي تلاه فقط لأطمئن عليها"، وأشارت شيماء في خضم كلامها أنه لولا الضغط الشعبي لاستمريت في السجون السودانية أكثر من ذلك.
وأكملت بخصوص رحلة الأفراج عنها "صباحاً أبلغوني بأنه سيتم نقلي إلي أديس أبابا لكي أقابل الرئيس محمد مرسي وأعود معه بعدها إلى القاهرة في طائرة الرئاسة" معلقة على ذلك بالقول "لم أصدقهم بالطبع".
واستمرت قائلة: "وبالفعل بعدها بساعة فوجئت بخروجي من مطار الخرطوم مع أثنين من المخابرات السودانية على متن طائرة خاصة وصولاً لأديس أبابا وكان هناك في استقبالي فرداً من السفارة السودانية، فقام بتوصيلي إلى الفندق الذي كان متواجد فيه الرئيس مرسي، وكان ذلك في تمام الساعة واحدة والنصف فجرا؛ حيث كان الرئيس نائم "حد قولها"، مضيفة: وفي اليوم التالي علمت بدعوة مرسي لي للإفطار معه حيث تبادلنا الحديث فيما يتعلق بطريقة معاملتي هناك".

لقاء مع الصحفية شيماء في قناة الجزيرة

* نشر في صحيفة الأهرام المصرية

إرسال تعليق

تعليقك محل اهتمامنا وتقديرنا..
سسسسسس
سسسسسسسس
جميع الحقوق محفوظة | فهد فواز 2023 Premium By Raushan Design