تداول أردنيون الاثنين تعليقات ساخرة وانتقادات بعد نشر وكالة الأنباء الرسمية في بلدهم صورة مفبركة لوزير الأوقاف يترأس اجتماعا. وبينما أقرت الوزارة بقيامها بتركيب الصورة، هاجم البعض ما وصفوه بـ"السقطة المهنية".
فالصورة التي بثتها وكالة الأنباء الأردنية الحكومية (بترا) يظهر فيها وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد نوح القضاة مترئسا ورشة عمل تدريبية لموظفيه. غير أن حجم الوزير في الصورة أكبر بشكل لافت للانتباه من باقي الموظفين. وعلى الطاولة الزجاجية أمام القضاة، يظهر انعكاس ظل شخص مختلف الشكل والبنية واللباس.
ووفقا لموقع فرانس 24، قالت كالة الأنباء الحكومية إن الصورة، التي تحمل توقيعها، وصلت من وزارة الأوقاف ولم يلتقطها مصور صحافي. "تلقينا الصورة ونشرناها كما هي"، قال لفرانس 24 سعد الطويحين مدير تحرير الوكالة. ولم يقدم المزيد من التفاصيل حول آلية التحقق من الصور في "بترا".
واعترفت الوزارة لاحقا الاثنين بأن موظفا لديها قام بفبركة الصورة مستبدلا أحد الموظفين بالوزير لأن الأخير غادر الورشة قبل أن يتم التقاط صورة له. وأضاف مصدر بالوزارة في تصريحات نقلتها الوكالة ذاتها أن الوزير القضاة "وجه لوما شديدا للموظف".
المؤكد أن الموظف لم يتقن عمله. فالحيلة لم تنطل على الصحافيين والمواطنين الأردنيين الذين اطلعوا على الصورة. وفيما انتقد إعلاميون الأمر، انطلقت على تويتر وفيس بوك سلسلة من التعليقات والصور المركبة التي تسخر من الوكالة الرسمية.
واتهم بعضهم "بترا" بالاستخفاف بعقل الجمهور. "هذا أسخف إشي شفته بحياتي"، علقت بتول أرناؤوط على تويتر. واعتبر نزيه أن الوكالة تقوم بـ"الاستهبال"، أي الاستغباء باللهجة الأردنية.
انتقادات لاذعة وجهها صحافيون ومدونون لوكالة الأنباء. فموقع "عمون" الإخباري كتب خبرا عنوانه: "سقطة مهنية: بترا تزور صورة وزير الأوقاف".
و"تذكر هذه السقطة المهنية بفضيحة صحيفة الأهرام المصرية حين وضعت صورة للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك جعلت الزعيم المصري في مقدمة الزعماء العرب خلال مفاوضات السلام الفلسطيني - الإسرائيلي في البيت الأبيض" سنة 2010، حسبما قال موقع عمون.